من الأمثلة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي المستخدمة بشكل يومي تطبيقات السيارات الذكية لطلب سيارة أجرة، إضافة الى مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها.
هل تستخدم الذكاء الاصطناعي في حياتك اليومية؟ إذا كنت تعتقد أن الذكاء الاصطناعي لا يوجد إلا في أشكال وتطبيقات معقدة, وأنه ليس في متناول الأيدي, فأنت مخطأ, لأن في هذا المقال سنذكر أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية وكيف أنه أقرب لك مما تتخيل.
الهاتف الذكي الذي تحمله مليء بتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تخدمك في العديد من الأمور, يتم تطبيق الذكاء الاصطناعي في التطبيقات بطريقتين مختلفين: الأولى من خلال البرمجيات الذكية وهي التطبيقات المتعارف عليها والتي يمكن تنزيلها من الإنترنت والمتاجر الذكية بكل سهولة وهي متاحة للجميع, تطبيقات مثل Google Translate للترجمة وتطبيقات مراقبة الصحة مثل Fitbit و Apple Health هي أمثلة على هذه البرمجيات.
أما الطريقة الثانية فهي التضمين, حيث تضمن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الأجهزة لتمكينها من القيام بمهام محددة, مثل الطائرات بدون طيار لتمكينها من الطيران بشكل آلي وإتمام مهام محددة مثل التصوير الجوي أو التسليم, كما يستخدم الذكاء الاصطناعي في المركبات الذاتية القيادة لتمكينها من التعرف على البيئة المحيطة بها واتخاذ إجراءات محددة, الروبوتات على اختلاف أنواعها و أجهزة إنترنت الأشياء جميعها أمثلة على هذه الطريقة.
في هذا المقال نسلط الضوء على أشهر تطبيقات الذكاء الاصطناعي المستخدمة بشكل واسع في حياتنا، اضافة الى توضيح مستقبل الذكاء الاصطناعي في عدد من القطاعات، اقرأ المقال حتى النهاية.
من الأمثلة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي نستخدمها بشكل يومي في الحياة العملية، ما يلي: [1]
لاقت تطبيقات حجز سيارات الأجرة شهرة كبيرة مؤخرا وذلك بسبب تسهيل وتسريع عملية التنقل من مكان الى آخر، ولكن كيف تضمن وجود سيارة في محيطك؟ هنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي. فمن خلال تحليل البيانات التاريخية تتنبأ الخوارزميات الذكية بأنماط الطلب و التي تتضمن معلومات عن الأوقات والأماكن التي يزداد فيها الطلب على سيارات الأجرة بالإضافة إلى ذلك، تأخذ هذه الخوارزميات في الاعتبار العوامل الخارجية مثل الأحداث المحلية، الأحوال الجوية، وأوقات الذروة.
بناء على هذه التوقعات، يتم توجيه السائقين إلى المناطق ذات الطلب العالي قبل أن يبدأ الطلب الفعلي، مما يضمن تواجد سيارات الأجرة بالقرب من العملاء المحتملين عندما يحتاجون إلى الخدمة.
هذا يؤدي إلى أوقات استجابة أسرع، حيث لا يضطر العميل إلى الانتظار لفترة طويلة حتى تصل السيارة. ونتيجة لذلك، تتحسن الكفاءة العامة للنظام، حيث يتم استغلال موارد السائقين بشكل أفضل ويتم تقليل الفترات الزمنية التي يقضونها بدون ركاب.
مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك والانستقرام واليوتيوب تستخدم الذكاء الاصطناعي لتخصيص المحتوى بناء على التجربة الشخصية، فبناء على المحتوى المتكرر الذي تعرضه وأيضا بناء على المحتوى الذي تتفاعل معه من خلال التعليقات والاعجابات، ستفهم الخوارزمية أن هذا المحتوى الذي تفضله وبالتالي ستعرض الخوارزمية لك المزيد عن هذا المحتوى.
لابد أنك لمست هذا الأمر، لربما عرضت محتوى عن السفر على سبيل المثال، ولاحظت أن المزيد من محتوى السفر بدأ يظهر لك، إذا كنت قد تفاعلت مع هذا المحتوى بأي شكل من الأشكال فستفهم الخوارزمية أن هذا المحتوى يعجبك وستظهر لك محتوى أكثر عن السفر، والعكس صحيح، إذا لم يعجبك محتوى معين ستتوقف الخوارزمية عن إظهاره لك.
أيضا من خلال خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي ستقترح لك الخوارزمية أصدقاء مقترحين و إعلانات مخصصة حسب محتواك. الجميل في الموضوع أن هذه الخوارزميات تتعلم بشكل مستمر مما يضمن تغيير وتطور المحتوى المقترح مع تغيير اهتمام المستخدم.
هذه التقنية الشهيرة تتميز بها الهواتف الذكية بشكل كبير حيث يفتح قفل الهاتف عندما يتعرف على وجه صاحب الهاتف دون غيره، لكن هل فكرت في كيفية عمل هذه التقنية. [2]
تعتمد هذه التقنية على الشبكات العصبية وبالأخص الشبكة العصبية الالتفافية CNN، حيث تقوم بالتقاط صورة الوجه، ثم تقوم الخوارزميات باستخراج ميزات الوجه مثل موضع العيون والأنف والفم ثم تقوم الشبكة العصبية الالتفافية بمعالجة الصور واستخراج الميزات بدقة ثم تقارن الصورة الجديدة مع نماذج مخزنة في قاعدة البيانات للبحث عن تطابق.
في الوقت الحالي، تلجأ العديد من الصناعات الى تطوير برامج ذكاء اصطناعي قادرة على تحليل تعابير الوجه لتحديد المزاج والنوايا في تقنية تسمى الحوسبة العاطفية وتهدف الى قياس تجربة العملاء من خلال فهم مشاعرهم واستجابتهم.
ما أكثر مهمة قد تجدها مملة، تعد مهمة الجلوس أمام كاميرات المراقبة للمراقبة واحدة من أكثر المهام مللا، إلا أنها تعد من أهمها، أيضا يكون من المستحيل للعين البشرية أن تراقب أكثر من شاشة كاميرا المراقبة في نفس الوقت، الأمر الذي جعل من الضروري أتمتة هذه المهمة.
باستخدام الذكاء الاصطناعي وتحديدا تقنيات التعلم الآلي لأتمتة عمليات المراقبة وجعلها أكثر فعالية ودقة.
بدلا من مراقبة البشر شاشات كاميرات المراقبة، يقوم الذكاء الاصطناعي بمراقبتها بشكل مستمر ورصد أي تصرفات غير عادية قد تشير الى حوادث أو أنشطة مشبوهة ثم يأتي دور البشر في تحليل الحوادث الحاسمة والتصرف بناء على ذلك.
قد لا يكون المنزل الذكي متاحا للجميع إلا أنه من التطبيقات العملية على الذكاء الاصطناعي، يتجسد استخدام الذكاء الاصطناعي في المنزل الذكي من خلال كاميرات المراقبة ونظام الإضاءة وأجهزة التحكم في درجة الحرارة.
تتعلم هذه التقنيات تفضيلاتك الشخصية وتقوم بضبط إعداداتها بناء على ذلك، فمثلا يقوم جهاز التحكم في درجة الحرارة بمعرفة مواعيد تواجدك في المنزل أو عدم وجودك، ويقوم بتعديل درجة الحرارة بناء على ذلك مما يوفر الطاقة ويحسن راحتك دون الحاجة لتدخل يدوي. هذا من شأنه أيضا أن يقلل من استهلاك الطاقة عن طريق عدم تبريد أو تسخين المنزل عندما لا يكون هناك أحد فيه.
مثال آخر على كيفية استخدام التقنيات الذكية في المنزل هو أنظمة الإضاءة الذكية، حيث تستخدم أنظمة الإضاءة الذكية لتوفير راحة وكفاءة أكبر في استخدام الطاقة. هذه الأنظمة تعتمد على الاستشعارات والتحكم التلقائي لضبط الإضاءة استنادا إلى الوضعية والحركة في الغرفة، حيث يمكن أن يتم تعيين الأنظمة الذكية لتشغيل الإضاءة تلقائيا عندما يدخل شخص ما إلى الغرفة ويعطلها عندما يغادرها، كما يمكن برمجتها لتعمل بناء على جدول زمني محدد أو استجابة لمستويات الإضاءة الطبيعية في الغرفة.
بشكل عام، المنزل الذكي بفضل الذكاء الاصطناعي يمثل خطوة نحو تحقيق مجتمعات أكثر ذكاء واستدامة، حيث تتكامل التقنيات لتحسين تجربة الحياة اليومية بشكل شامل وفعال.
اقرأ عن إنترنت الأشياء ودوره في المنزل الذكي من خلال رابط المقال الآتي:
ما المقصود بـإنترنت الأشياء IoT وما استخداماته؟
المركبات ذاتية القيادة هي سيارات تستخدم تقنيات متطورة مثل الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية وأجهزة الاستشعار لتسير بدون تدخل بشري، تعتمد هذه السيارات على كاميرات ورادارات ومستشعرات لتحليل البيئة المحيطة بها وتحديد موقعها بدقة.
تجمع السيارة البيانات من هذه الأجهزة و تدمجها مع الخرائط وأنظمة الملاحة لتحديد المسار الأمثل. الهدف هو جعل القيادة أكثر أمانا وتقليل الحوادث الناتجة عن الأخطاء البشرية، شركات مثل تيسلا وجوجل وأوبر تعمل على تطوير هذه السيارات، وقد نرى قريبا هذه التقنية تحدث ثورة في عالم النقل، مما يجعل التنقل أسهل وأكثر أمانا للجميع.
يلعب الذكاء الاصطناعي دورا كبيرا في صناعة الترفيه والألعاب، حيث يساهم في تحسين تجربة المستخدم وإضفاء طابع أكثر واقعية وتفاعلية، فمثلا في الألعاب يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء شخصيات غير لاعبة (NPCs) تتصرف بذكاء وواقعية، مما يجعل اللعبة أكثر تحديا وإثارة. كما يمكن للذكاء الاصطناعي تخصيص تجربة اللعب لكل لاعب من خلال تحليل سلوكهم وتفضيلاتهم وتعديل مستوى الصعوبة أو اقتراح مهام وتحديات جديدة.
مع دمج تقنية الواقع الافتراضي، تصبح تجربة الترفيه والألعاب أكثر تسلية وتفاعلا، يوفر الواقع الافتراضي بيئة ثلاثية الأبعاد تتيح للمستخدمين الانغماس الكامل في العالم الافتراضي، عندما يتم دمج الذكاء الاصطناعي مع الواقع الافتراضي يمكن تحسين تفاعلات الشخصيات غير اللاعبين وجعل البيئات الافتراضية أكثر ديناميكية واستجابة لسلوك المستخدمين. هذا الاندماج بين الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي يفتح آفاقا جديدة للإبداع والابتكار، مما يوفر تجربة ترفيهية فريدة مخصصة بشكل أكبر.
لا يمكن التنبؤ بمستقبل الذكاء الاصطناعي بشكل كلي، وسيكون تأثيره على قطاعات بشكل أكثر من غيرها، من بين هذه القطاعات ما يلي: [3]
الخاتمة
في ختام هذا المقال، نجد أن الذكاء الاصطناعي يلعب دورا حيويا و متزايدا في حياتنا اليومية، من الهواتف الذكية إلى المنازل الذكية، ومن المركبات الذاتية القيادة إلى نظم المراقبة والألعاب، يساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين وتجديد العديد من جوانب حياتنا. بالإضافة إلى ذلك، يتوقع أن يستمر تأثير الذكاء الاصطناعي في النمو، مما يعزز من الابتكار والكفاءة في مختلف القطاعات مثل الصحة والتعليم والزراعة والنقل والتمويل. من الواضح أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية مستقبلية، بل هو واقع حاضر يشكل مستقبلنا بطرق لم نكن نتخيلها من قبل.
المصادر